تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
فيا ليلى كم من حاجة لي مهمة
إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا
فما أشرف الأيفاع إلا صبابة
ولا أنشد الأشعار إلا تداويا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
خليلي ما أرجو من العيش بعدما
أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
خليلي لا والله لا أملك الذي
قضى اللَه في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها
فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
وخبرتماني أن تيماء منزل لليلى
إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت
فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها
علي فلن تحموا علي القوافيا
فأشهد عند اللَه أني أحبها
فهذا لها عندي فما عندها ليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني
أحدث عنك النفس بالليل خاليا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه
وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلي إن ضنوا بليلى فقربا
لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
وإن مت من داء الصبابة فبلغا
شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا
قيس بن الملوح (مجنون ليلى)