*سلمى حايك .. الجمال العربي الذي هزم الشيخوخة.. نجمة هوليود التي هزمت الزمن
في حين اغلب جمال هوليوود يقتصر على الشقراوات صاحبات القوام
الطويل والعيون الزرقاء جاءت فتاةٌ عربيةٌ بدماءٍ اسبانيةٍ
وثقافةٍ مكسيكية اقتحمت معقل السينما الامريكية ووضعت معايير
جديدةٍ للجمال. سلمى حايك. ذهب هوليوود الاسمر. لعائلة ثرية
لعائلة ثرية مكسيكية ولدت طفلة العام الف وتسعمائة وستة وستين بملامح
عربية وباسم عائلة عربي فاختاروا لها اسما عربيا هو سلمى والدها
سامي حايك مكسيكي من اصول لبنانية رجل اعمال معروف في
المكسيك ووالدتها ديانا خمينازمي دينا اسبانية ومن اشهر مغني
الاوبرا في العالم تنتمي العائلة الكاثوليكية وتعتبر عائلةً
تقليديةً لكنها منفتحة ووسط هذه العائلة نشأت سلمى بعيداً عن
المعاناة والعوز والفقر لذا منذ طفولتها راحت العائلة تصقل لها
مواهبها واهتمت بتلقيها تعليماً جيداً لذا سافرت سلمى بعمر
الثالثة عشر الى الولايات المتحدة جارت المكسيك للدراسة في
مدرسة ساكريد هارت الخاصة في ولاية لوزيانا ثم عادت الى
المكسيك لدراسة العلاقات الدولية في جامعة لكن رغم تخصصها البعيد
كل البعد عن الفن والسينما الا ان المراهقة اللبنانية الاصل لم
يغب عن ذهنها مشاهد فيلم الذي بات هو الفيلم الملهم لها
لاقتحام عالم الفن فبدأت مسيرتها الفنية من بلدها المكسيك بدورٍ
في مسلسل تيريزا اواخر الثمانينات لكن طموح الفتاة
السمراء كان اكبر من المكسيك. فاضطرت لمغادرة المكسيك والاقامة
في لوس انجلوس الامريكية كمهاجرةٍ غير شرعيةٍ لاكثر من
عام. على امل ان تحظى بفرصةٍ للظهور على شاشات السينما. لكن
عامها الاول في هوليوود مطلع التسعينات لم يكن موفقاً.
والفرصة الوحيدة التي عثرت عليها كانت مساعدةً لمصمم المكياج في
احد افلام فنادراً في تلك الفترة ان تأخذ ممثلةٌ سمراء فرصةً في
بداية مسيرتها. فالمجد كان اكثر للممثلات الشقراوات لكنها عام
الفٍ وتسعمائةٍ وثلاثةٍ وتسعين تحصلت على دورٍ رئيسيٍ في فيلمٍ
بانتاجٍ زهيد. كان اسمه حياة المجنونة ولم يلاقي اي نجاحٍ
يذكر الا انه كان فرصةً للمنتجين لرؤية فتاة من نوعٍ مختلفٍ عن
نجمات هوليوود. ومن بين المعجبين بها كان المخرج روبرت رودريجز
الذي تعتبره سلمى اكثر الرجال المؤثرين في حياتها. حيث قدم لها
فرصةً للظهور امام النجم الاسباني انطونيو باندراس في
فيلم خارجٌ عن القانون اوديس بيرادو. العام الفٍ وتسعمائةٍ
وخمسةٍ وتسعين. ليكون بمثابة القفزة في حياة المكسيكية لتعود
بعدها الى المكسيك وتكمل طريقها في الدراما المكسيكية
التلفزيونية الشهيرة انذاك ولتحصل على فرصةٍ بفيلمٍ مكسيكي
ضمن لها جائزةً عن ادائها المتميز فيه. ثم عادت لهوليوود
لتكمل نجاحها في السينما الامريكية حتى انها اواخر
التسعينات استعانت بثروة والدها لدخول عالم الانتاج. وانتجت
فيلماً مكسيكياً حصد جوائز عديدة دون الانقطاع عن التمثيل الذي
ابهرت العالم فيه خاصةً في فيلمها فريدة الذي رشحها لجائزة
اوسكار عن افضل دورٍ رئيسي ليلمع اسمها في عالم الفن والسينما حتى
الان اما عن حياتها الشخصية فهي متزوجةٌ من رجل الاعمال الفرنسي
ولها منه ابنتها فالنتينا لكن ليست الموهبة الفنية هي ما يميز
سلمى حايك. فاناقتها وحضورها وجمالها كان صورةً غير مألوفةٍ
عن الجمال. وبالرغم من بلوغها الرابعة والخمسين عاماً. الا
انها ما زالت تظهر باطلالاتٍ ساحرة اثبتت من خلالها ان العمر
مجرد رقم. مع العلم ان سلمى حايك واحدةٌ من الفنانات القلائل في
العالم التي لم تجري اية عملية تجميل. دون معرفة بالمحافظة على
سحرها الذي ما زال يلفت انظار الكثيرين.